لم تجتمع النخبة السياسية في جبهة الإنقاذ إلا لإسقاط مرسي، ولم تجتمع نفس النخبة مع الانقلاب إلا لإسقاط الإخوان. ولا يجمع بينها عدا تلك الأهداف "الإسقاطية" أهداف أخري، فلا أهداف بنائية عمرانية تجمع بينهم. ولكن الخلافات الأيديولوجية ناهيك عن الإرث التاريخي للصراع السياسي بينهم لابد وأن يفجر هذا التحالف من داخله إذا تمكنوا من تحقيق هدفهم المشترك بمساعدة القوة الغاشمة للجيش.
ولقد بدأت مؤشرات تخلخل التحالف بالفعل في ظهور اختلافات –على استحياء وبدون حدة- حول الدستور (تعديل أم دستور جديد، ناهيك عن الخلافات حول المسودة الأولى للتعديلات)، حول آلية دفع العدالة الاجتماعية (الحد الأعلى والحد الأدنى للأجور، والضرائب الجديدة)، حول حقوق العمال، حول وضع الجيش في الدستور الجديد، حول الانتخابات البرلمانية أولا أم الرئاسية، حول توجهات السياسة الخارجية...الخ. ولابد أن تصيب هذه الاختلافات، وفي ظل غياب رؤية استراتيجية للمهام المطلوبة في هذه المرحلة، أداء الحكومة الانقلابية بالارتباك وعدم الفعالية.
متابع #محمد_الخطيب